يا مُغترب.... قُلْ من تكُون ؟؟
ومضيتُ أبحثُ في الدّياجِي سائِحاً
عن قلبِ أُمّتِنا الحنُونْ
عن مُقلةٍ باتَت تَئِنُّ وحيدةً
في قَعْرِ ظُلُماتِ السجونْ
عن فجرِ يومٍ ضاحكٍ مُتبسّمٍ
يهوى الطهارةَ والبراءةَ,لم يَذُقْ
طعمَ الخلاعةِ والمُجونْ
عن كِسْرةٍ من خُبْزةٍ
لِتُزيلَ أوجاعَ الصغارِ ببلدةٍ
أطفالها في حُضنِ أنقاضِ المجاعةِ
يرقُدونْ..
*********************
عن شاعرٍ يهوى القصائدَ مُفَحماتٍ
بالجمالِ مع العُذوبةِ والشُّجونْ
أبصرتُ فيها عالَماً
رامَ السآمةَ والمَلَلْ
وبقلبهِ صمتٌ مريبٌ قائمٌ
منذُ الأزلْ
ومدامعٌ غطّتْ بنياتِ المُقَلْ
وجميعُ من في الأرضِ فيها عُجّزٌ
لا ينطقُونْ..
وتَمُرُّ في أسواقِهم مُتَأمّلاَ
رغدَ الحياةِ بأرضِهم
لكنّهمْ..
حَيْرى حَزَانى جَائِعُونْ
*****************
والكلُّ ينظرُ صَوْبَنا
صوبَ الجباهِ الشّامخاتِ
إلى المَعَالِي سَائِرُونْ
في حِيْنهَا..
قدْ أقبلُوا نَحوي وقَومِي
يَسألُونْ..
وتَحَدّثت لغةُ العُيونْ
يا مُغْتربْ..قُلْ مَنْ تَكُونْ؟
-هُمْ صَامِتُونْ-
لكنّني أَعْلنتُها
فَبِرغمِ أَشْباح الدُّجَى أَعْلَنْتُها
قُلْتُ اسْتَمِعْ..
أََوَلَسْتَ تَدْرِيْ مَنْ أِكُونْ؟؟
*********************
أَوَلمْ تَرَوُا عَرَقَ الحَياةِ على جَبِيْنِي
مثلَ طيبِ اليَاسَمِينْ؟؟
أنا فارسٌ سَهِرَ اللّيَالِي مُرْتَجِفْ
وجُموعُكُم في حُضنِ أعداءِ العَدَالةِ
نائِمُونْ..
أنَا ريحُ إِعْصَارٍ أَتَتْ
تَذْرُو بصمتٍ كُلَّ مَنْ
بَاعَ العُرُوبةَ
كلّ من خَانَ الدِّماءَ ومن عَلَى
الأنُجاسِ يوماً قد سَكَتْ
وبِقَبْضَتِي كُلّ المكائدِ قدْ هَوَتْ
والآنَ....تَسْألُني بِصمتكَ مَن أَكُونْ؟؟
***********************
أَنَا سَاعِدٌ..
أنَا مِعْولٌ..
أنَا ثورةٌ وقضيةٌ..
باتتْ تَدُور على مَحَافِلَ من وَرَقْ
شجبٌ بِصَمتٍ بَاتَ يَغمُرُهُ القَلَقْ
وأئمةٌ هَوَتِ التّذَلُّلَ والكُمُونْ
.. الآنَ تَدْريْ مَن أَكُونْ؟؟
****************
أنا مُغْترِب..
في مثلِ هذي الأرضِ إنِّي مُغْتَربْ
من بين هذا الحَشدِ حقاً مُغتربْ
بهُوُيّتي وكَرَامَتِي
وبِصَرْخَتِي وعُرُوبَتِيْ
إنِّي وَرَبّي مُغتربْ
قَلْبِي الّذي أَلِفَ البُكاءَ بِحُرقةٍ
إِيْهٍ وَرَبّي مغتربْ
فالآنَ طِيْبِيْ يَا مَنُوْنْ
***************